اتعلم


كلما كان الحدث جللا ...

كلما ازداد انشغالا بتفاصيله العريضة

ودائما ما يفوتني ...

ان اتعلم الدرس

و مع الوقت اكتشفت .....

ان اتفه الاحداث ....

وادق التفاصيل


هي التي تعلمنا بحق

تعلمنا كيف نكون


ذلك الكائن المسمي ....

بشر



Friday, December 18

شرود

عندما اشرد بذهني ...
يجب ان تتحق عدة شروط اولا حتي اتمكن من ان اشرد علي حق
اولا ان اكون وحدي تماما
فلا يكلمني احد ولا يحاول حتي ان يطرق الباب علي ليعرف ان كنت مازلت اتنفس
ثانيا ان تكون الغرفة مظلمة قدر الامكان
حتي اذا فتحت نافذتها استطعت ان اري النجوم و القمر كنقاط ضوئية وحيدة في هذا العالم
ثالثا ان اجلس علي الارض
حتي اتصل تماما بها اريد ان اسمعها و اشعر بها
رابعا ان يكون لدي شئ كبير و خطير و مستحوذ علي اريد ان افكر به ...
شئ يستدعي كل هذه التدابير الامنية , الفكرية و الشخصية
فاذا حانت اللحظة وتحققت جميع تلك الشروط .... اخذ نفسا عميقا واتجه لغرفتي ببطئ ...
اغلق الباب وانا احرص بان لا يصدر ادني صوت
فاتحرك به و كأن لدي كل الوقت في هذا العالم
انتهيت من غلقه ....
ابتسم ....
اوليه ظهري .....
اغلق المصباح ...
افتح النافذه ...
اتمدد ارضا .....
ثم .....
ابكي
ابكي كما لم ابك من قبل
ابكي وكأني فقدت
كل من اعرف
كل ما اعرف
ابكي وكأني فقدت نفسي
يمر شهاب بين النجوم بسرعة ...
فيخطف انظاري من بين الدموع .... لتتوقف فجأة و تعيد ابتسامتي الظهور ...
اتذكر اني ما دخلت غرفتي لابكي في المقام الاول ...
بل دخلتها وتمددت ارضا لافكر جيدا في هذا الشئ الخطير المستحوذ علي
ينتبه عقلي لتلك الحقيقة
فينهر قلبي بانه قد اتخذ زمام المبادرة دون اذن منه
بل و بالتحايل عليه و التسبب في شروده
و يبدأ في اعادة الاوضاع مرة اخري لما كانت عليه
اشعر بان الارض باردة جدا فاتنفض واقوم ...
اتعثر في طرف السرير واشعر بالالم في قدمي فالعن اللحظة التي اطفأت فيها انوار الغرفة
انتبه لروائح الدخان المثيرة للاشمئزاز القادمة من المصنع المجاور و التي اقتمحت الغرفة علي غير هدي
وتنهي الي مسامعي اصوات السيارات و الناس في الشوارع فاسارع لاغلق النافذة واحكم اغلاقها
اجدني وقد حبست وحدي في سجن مظلم باربع حوائط
لا نفس
لا مصابيح
لا صوت
لا برد
ولا دفئ
اسرع نحو الباب افتحه بسرعة البرق وكأن وجودي علي قيد الحياة يعتمد علي فتحه الان
تصلني اصوات التلفاز العالية المزعجة
و اصوات اطفال الجيران يلعبون في طرقات طابقنا السكني
!!اخرج وانا احاول ان اتذكر ماذا ادخلني غرفتي في المقام الاول

No comments: