اتعلم


كلما كان الحدث جللا ...

كلما ازداد انشغالا بتفاصيله العريضة

ودائما ما يفوتني ...

ان اتعلم الدرس

و مع الوقت اكتشفت .....

ان اتفه الاحداث ....

وادق التفاصيل


هي التي تعلمنا بحق

تعلمنا كيف نكون


ذلك الكائن المسمي ....

بشر



Tuesday, December 15

هروب علي دقات الطبول

وجدت نفسها تسقط لاسفل ....


لم تصدق نفسها انها تحررت بعد طول انتظار .... ارتطمت بالارض وانتظرت للخطوة القادمة .....


اغمضت عينها بقوة لتري امامها الشريط ....يدورمنذ البداية


الصبر مفتاح الفرج


دائما ما رددت هذه الجملة ....كانت تصر علي قولها بصوت عال كمحاولة لبث بعض الامل في نفسها


وحيدة هي في تلك الزنزانة ....تشعر بالقهر ...بالانكسار ...بالظلم .....


لا تعرف ماذا اقترفت حتي تُرمي هكذا في الظلام ....فاقدة حريتها ....


كانت دائما ما تتلوي .....فالمكان الضيق الرطب يطبق عليها ....


صرخت في السجان لاكثر من مرة :ان كان في قلبك مثقال ذرة من الرحمة ...استحلفك بالله ان تعتقني .....


لماذا حكمت علي بالسجن الي اجل غير مسمي ...اهذا عدل !!!! قل لي ايها السجان .....


اجب علي ارجوك


بالطبع لم تحمل لها ذبذبات الهواء اي نوع من انواع الردود


لم تحمل لها سوي صوت تنفس السجان الثقيل....


فما كان منها الا التوجه بالدعاء والتضرع الي الله .....يا رب يا من حملت السماء بغير عمد .... اعني علي تحمل الالم والعذاب ....


يا رب يا من تملك خزائن الرحمة ...الق برحمتك في قلب السجان .....


لم تكف ولو للحظة عن الدعاء ..... ومرت عليها لحظات استشعرت فيها يقين استجابة الله لدعائها


ففي احد المرات رأت خيطا من الضوء اتي متسللا اليها من الخارج ...


كادت تطير من الفرح وتحركت لتخرج ولكن اللحظة لم تدم طويلا ...


واظلمت زنزانتها مرة اخري ففقدت الطريق بعد ان طالت فترة حزنها .....


فكرت ...ان ما حدث مرة ...يمكن له ان يتكرر ....


واذا تكرر ...فعليها ان تكون مستعدة


ان كان السجان قد مر بلحظة ضعف ....وترك الضوء يتسلل اليها فيجب ان تستغل الموقف فتغافله وتهرب منه .....


وبالفعل .... بدت هذه اللحظة قريبة جدا ....


حيث سمعت اصواتا غريبة كأنها دق منتظم وسريع علي الطبول


لم تلبث ان تداخلت معها اصوات تنفس السجان .....كانت مختلفة هذه المرة ....


سريعة لاهثة متقطعة ....


اخذت تشجع نفسها وتستعد ...فها هي اللحظة علي وشك البدء ...


ومع اول خيوط الضوء تحركت باقصي سرعتها و اخذت تجري ناحية الباب ...قاصدة كسره وتحرير نفسها ...


فاذا بالسجان في تلك اللحظة يفتح هو الباب من نفسه ...


فما كان الا انها اخذت تتحدر علي خده بسرعة مضاعفة ....


فنزلت الدمعة ساخنة , حارقة مؤثرة....


لاول مرة تخرج وتري عيون السجان من الخارج .....


لمحت في وجهه طيبة كبيرة ...عكس ما كانت تعتقده تماما ....


رأته انسانا لا سجان كانت تريد تفرس ملامحه لفترة اطول ولكن ...الجاذبية الارضية لم تسمح لها


فسقطت من وجهه وارتطمت بالارض


ها هي ....علي الارض....لا تعي ما حل بها من اثر الارتطام ...ولكنها افاقت في انتظار الخطوة التالية ....


حيث بدأت تصعد لاعلي


قابلت ملايين الدمعات مثلها ....قد بدأن يتبخرن عن الارض بعد ان سقطن عليها من عيون آخرين


اخذت تتجاذب اطراف الحديث من عدد منهن .... سمعت الكثير من الحكايات ....


فتلك نزلت من خشية الله ...


واخريات من فرط الالم تارة ومن فرط الندم تارة اخري ....


اما الواقفة بعيدا هناك فقد نزلت من عيون صاحبها لشدة فرحه....


وتلك الدمعة الكبيرة التي تظهر كشلال .... نزلت بسبب الفراق ....


وتلك الدمعة الغالية من عيون طفل صغير يبكي الدنيا لوالدته


اخذت كل واحدة منهن تحكي حكايتها بالتفصيل ....


ولكنهن اجمعن علي شئ واحد ان لحظة خروجهن قد تزامنت مع اصوات دق منتظم وسريع علي الطبول ....


حول السجان الي انسان ....فتري ماذا يكون ؟


No comments: