اتعلم


كلما كان الحدث جللا ...

كلما ازداد انشغالا بتفاصيله العريضة

ودائما ما يفوتني ...

ان اتعلم الدرس

و مع الوقت اكتشفت .....

ان اتفه الاحداث ....

وادق التفاصيل


هي التي تعلمنا بحق

تعلمنا كيف نكون


ذلك الكائن المسمي ....

بشر



Tuesday, May 5

انهيار



الآن انا معكم ...


وهذا هو المهم ....


مكاني بينكم ...في احضانكم التي تسع الدنيا باكملها ...


احملوني معكم الي الدفء ....


لا اريد البقاء هنا ....في ذلك الظلام والبرد المستمر



بدأت رحلة العودة ... وهم يحملونه علي الاكتاف ....


لم يتذمروا من كبر حجمه ولا ثقل وزنه فهم يعلمون السبب


فهو لم يكن هكذا علي الاطلاق انها فقط تلك الهموم التي تراكمت عليه طوال فترة غربته ....


والتي رفضوا باي حال من الاحوال


ان يتركوه وحيدا في مواجهتها ....فتكاتفوا سويا امامها



علي الرغم من احدهم لم ينبس ببنت شفه طوال الطريق ...الا انه شعر بحبهم ....وشعروا هم بامتنانه لهم



بدأ الدفء يسري في اواصاله مع اقترابه نحو وطنه الام مذيبا كل الثقل الذي حمله طوال هذه المدة


اخذت حالته النفسيه تتحسن وقرر مشاركتهم قصته ..... لعله يتخلص من اثارالهموم



كانت الظروف اقوي منه ....لم يرد الذهاب ولكنه وجد نفسه مدفوعا نحو مجهول لا يعلم عنه شيئا ...


بالطبع كان خائفا ولكنه كأي شاب اخر ..... يحب المغامرة ...


فقليل منها يملأ الحياة متعة ويصبغها بالوان زاهية


بالاضافة انه كان يتحرك مع التيار ....وهكذا اقنع نفسه انه لا يفعل شيئا قد يندم عليه في المستقبل



كلما تحرك نحو مجهوله الجديد ....كلما شعر بتلك الرعشة التي كانت تعتريه من آن لآخر ....


ولم يهتم كثيرا فهو قادر تماما علي مواجهة الظروف ....


وفعلا كان اقدر من غيره علي تحمل الضغط والبرد في ذلك المكان البعيد وببعض المساعدة وبعض الحظ ....


بدأ يصنع لنفسه قاعدة ...يثبت عليها .... وشرع يجمع كل ما يمكن له ان يجمعه


وبني منه جبلا كبيرا بناه فوق تلك القاعدة التي نسي نفسه عندها


ولم يزل يضيف ويجمع حتي اصبحت نفسه تغوص وتغوص لتغرق تحت ما كان يجمعه


تشوهت روحه وانطبعت علي شكله فاصبح كالمسخ


لم يدرك ما اقترفه الا عندما افاق يوما ما ليجد نفسه وحده


علي قمة الجبل


نزلت دموعه ولكنها نقطة في بحر ...لم يهتم بها سواه



وفي لحظة انقلب الجبل ليجد نفسه مازال علي قمته


ولكنها قمة للاسفل ...


لا يصاحبه سوي بالبرد والقسوة ....


معلقا ينظر للظلام ...


لم يجد حتي الهواء الذي يتنفسه .....



قبل ان يفقد وعيه بلحظات ...سمع صوت انفجار مكتوم ناتج عن شرخ ....


شرخ في اوصاله فتفكك وسقط ...


و كانت النهاية


افاق بعدها بفترة ليجد نفسه محمولا علي اكتاف احبائه من اقاربه واصدقائه المخلصين


عائدين به الي وطنه



كانت الامواج الآن اكثر هدوءا ....والماء اكثر دفئا ......


اثارت رائحة الملح ذاكرته فأخذ يسترجع شكل وطنه قبل ان يتركه ويرحل....من المؤكد انه قد تغير الآن



كان يعيش تحت الارض مع اهله واقاربه فقط ....حينما قرر ابواه الهجرة فوجد نفسه يشق الصخر ليخرج الي جدول صغير علي سطح الارض ...تسري مياهه في مساره المتعرج .....تذكر كيف تعرف علي اصدقائه هناك وكيف كانت ايام الصيف شديدة الحرارة عندما تسلل مع اصدقائه الي داخل البحر من خلال ذلك المصب الصغير ..... فيتبخر و يعود الي وطنه كمطر في سحابة ...... كانت اياما جميلة



اما الآن .... فهو لا يري شاطئا قريبا ...ولا مصبه الصغير .....في الحقيقة هو لا يشعر سوي بمياه المحيط الواسع التي تلفه من كل الجوانب لتساعد الشمس في نحت اجزائه.....


تأكد ان وطنه ليس مكانا فحسب بل هو سكن في قلوب من يثق بهم وسكنهم هم ايضا في قلبه .....


اصبح الآن يطفو بينهم بسهولة اكبر فالجزء الاكبر منه قد صار الآن منهم و مثلهم ....


تمدد علي ظهره ونظر لشمس الصيف التي اخذت تصهر باقي اجزائه المتجمدة وظل يبتسم كلما تذكر


انه سيحكي لاحفاده


كيف انه كان في يوم


ما جبلا من الجليد



No comments: