اتعلم


كلما كان الحدث جللا ...

كلما ازداد انشغالا بتفاصيله العريضة

ودائما ما يفوتني ...

ان اتعلم الدرس

و مع الوقت اكتشفت .....

ان اتفه الاحداث ....

وادق التفاصيل


هي التي تعلمنا بحق

تعلمنا كيف نكون


ذلك الكائن المسمي ....

بشر



Monday, June 7

كسرٌ صغيرٌ من ساعةٍ ليليةٍ


أهي رهبة الليل ....
شدة الظلمة ....
أهو الترقب أم أنه احتباس الأنفاس ....و ال ..... دموع !!
أحياناوكما تصاب قراراتنا بمرض التردد .....
تصاب مشاعرنا بذات المرض ....
بل قد تعاني اعراضا أكثر حدة ....
اعراضا يهتز كياننا كله مع ترددها
فلا نعلم إن كنا نحن من أضل الطريق و ضعنا فيها
أم أنها هي التي تاهت فينا ....
كتبت لأوراقها تخبرها بما لا تعرف له وصفا ....
حكت لها تفاصيل ذلك اليوم ....
يوما كاملا عاشته في كسرٍٍ صغيرٍ من ساعةٍ ليليةٍ اختلط فيها كل شئ
جائها اتصالٌ يخبرها بأن موعد وصول الطائرة قبيل فجر اليوم التالي ....
كم أسعدها الخبر ....
و أسعد كل من حولها ....
جميل أن تسمع خبر عودة أحدهم إلي وطنه ....
يفرحك ذلك بقدر مساوي لفرحة ذلك العائد إلي أرضه .....
تنتظر قريبا ...
تنتظر حبيبا ...
تنتظر صديقا .....
أيا كان من تنتظره ....
الفرحة واحدة ....
عودة أحدهم إليك بعد طول غياب .....
عودة قطعة من روحك بعد أن افتقدتها .
ذهبوا جميعا للمطار ..... في ظلمة الليل ....
ذلك الساكن العملاق .....
الذي اخترقته أصوات الطائرات بلا أدني احساس بالذنب !
و مع كل اختراقة تتعلق عيونهم بالمدخل ....
أهي هي ؟
يتطلعون الوقت ....
لا ليست هي ....
ما زال باق من الزمن ...... زمن !
يغالبون نوما يتسلل إليهم .....و يتمنون نوما لقلقٍ يتنامي بداخلهم .....
لا أعلم لماذا ولكن ....
في لحظات الانتظار يعمل عقلك و إحساسك دائما في إتجاه معكوس ....
فبدلا من أن تستعد لاستقبال الوجه الذي افتقدته بابتسامة تنسيه غربته.....
يقطب جبينك من تلقاء نفسه
تنعكس عليه التناقضات
تناقضات ولدت ظنونا أنك ستسمع بين لحظة و أخري خبرا يفزعك ....
تتسائل ....ماذا لو أن الطائرة
تأخرت ....
تعطلت .....
سقطـــــــ ....
لا ....لا .... هذا يكفي
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
أسعي لطرد كل شئ خارج رأسي ....
أقرر : سألعب قليلا مع أخي الصغير ....
أداعبه ....أخرج له قطعة شوكولاتة
يترك أقاربي و يأتي إلي .....
نلعب و يشق ضحكه الصمت .....ثم نلعب حتي ينهكه التعب فينام
أضعه في السيارة مع أحد الأقرباء .... خوفا عليه من البرد
واعود من حيث أتيت إلي باقي أقاربي
نسمع تنبيها
نري حركة تبدو في بداية الامر طبيعية جدا ثم لا نلبث أن ينتابنا شعورا بأن شيئا ما ليس علي ما يرام
وصلت الطائرة .....
الحمد لله .....
يغمرنا الفرح و تعلو البسمات علي بحر الوجوه
وصلت الطائرة لماذا اتشح الجمع المجاور بالسواد ؟
لماذا يتحركون في وجل؟
لماذا أري غيامات و سحبا علي اعينهم؟
وصلت الطائرة ....
ها هي هناك ....أراها تتحرك بحقائبها في الصالة ذات الحوائط الزجاجية .... كم افتقدتها
وصلت الطائرة ....
تشق السكون صرخة ....
لماذا غيرت الطائرة صوتها ؟ لماذا تبكي بعد أن هبطت علي أرضها ؟
أتبكي الطائرات؟!!!!!!!
صرخة ..... اخترقت قلبي قبل مسامعي .....
صرخة لم تصدر بالتأكيد من الطائرة
صرخة مكتومة متألمة افلتت من أعماق سيدة متشحة بالسواد تنتظر نفس الطائرة ....
نفس الطائرة التي وصلت عليها قريبتي
نفس الطائرة التي انتظرها أنا بفرح
تنتظرها هي بحزنٍ لا يمكن وصفه
نفس الطائرة التي انتظرها ليخرج منها شخص عزيز افتقدته فيعود إلي حياتي ليزينها
تنتظرها هي ليخرج منها جثمان أخيها بعد ان فقدته للأبد
وعاد في صندوق خشبي ليدفن
طائرتي في خيالي مغطاه بالألوان
و طائرتها في واقعها متشحة بالسواد
نفس الساعة
نفس الارض
نفس الطائرة
عائدة من نفس المكان
جمعت بين حالتين شتان ما بينهما
وقفت و تأملت
لم أستطع النطق
توقفت حواسي
يحتاجون للتعاطف فالحدث جلل.... هذا شئ اعرفه
ولكني سعيدة أني لست مكانهم ....وهذا شئ أشعر به
كيف تفكرين بهذه الطريقة ؟
لماذا لا تستطيعين تحديد شعورك في هذه اللحظة ؟
انسابت الدموع في صمت
أهي رهبة الليل ....
شدة الظلمة ....
أهو الترقب
أم أنه احتباس الأنفاس ....و ال ..... دموع !!
احيانا وكما تصاب قراراتنا بمرض التردد .....
تصاب مشاعرنا بذات المرض ....
بل قد تعاني أعراضا أكثر حدة ....
اعراضا يهتز كياننا كله مع تردده
افلا نعلم إن كنا نحن من أضل الطريق و ضعنا فيها
أم أنها هي التي تاهت فينا ....
كتبت لأوراقها تخبرها بما لا تعرف له وصفا ....
حكت لها تفاصيل ذلك اليوم ....
يوما كاملا عاشته في كسرٍٍ صغيرٍ من ساعةٍ ليليةٍ اختلط فيها كل شئ
مي عباس
تحريرا في : كسرٍٍ صغيرٍ من ساعةٍ ليليةٍ من العام
2008


طائرتي في خيالي مغطاه بالالوان......و طائرتها في واقعها متشحة بالسواد






No comments: