اتعلم


كلما كان الحدث جللا ...

كلما ازداد انشغالا بتفاصيله العريضة

ودائما ما يفوتني ...

ان اتعلم الدرس

و مع الوقت اكتشفت .....

ان اتفه الاحداث ....

وادق التفاصيل


هي التي تعلمنا بحق

تعلمنا كيف نكون


ذلك الكائن المسمي ....

بشر



Tuesday, December 15

الصورة الكاملة

خط
خط
و خط اخر .....



هكذا كانت حياته ....حياة اشبه بمخطوطة كادت ان تبلي بفعل الزمن ....



مخطوطة ليس بها من الحروف شيئا



فلا يوجد هناك اي شئ يمكن ان يحكي علي اية حال ...



قد تكون تآكلت من الاطراف قليلا ...او حتي تغير لونها ....



لا يهم ...



فهي تعجبه هكذا



ورقة ذات حجم كبير نسبيا .... يحتفظ بها دوما بالقرب منه



امتلأت الا قليلا بخطوط قلم اسود .... صارم ...حازم .... لا يحيد



كان بين الحين و الاخر يضيف خطوطه بترتيب لا يعرف شفرته من البشر سواه



ينظر اليها ويتأملها طويلا .... يعدل خطا ما هنا يضيف نصف خط هناك ....



المهم انه بحلول العام القادم كان عليه ان يملأها عن آخرها بالخطوط





بدأت الخطوط تتكامل لتبدأ الصورة النهائية المفترض تكونها بالظهور



والان و مع من بداية العام الجديد ......



و الاخير .....



اكتشف ان هناك جزء صغير في مخطوطته لم يكتمل بعد



ظل محدقا به .......فراغ لا يتجاوز سمكه الشعرة



بالكاد يكفي لرسم خط بقلم ذي سن رفيع ....



كيف يمكن لفراغ صغير جدا بأن يفسد صورة كاملة ...



صورة اجتهد في التحقق من امتلاء جميع اركانها



استرجع خطوطه ...



فهنا وضع خطه الاول و عاهد نفسه علي الالتزام بمكانه



و عدم تغييره مهما كلفه الامر ....



وهنا وصله بخطه الثاني و الثالث حين رزقه الله من حيث لا يحتسب .....



تذكر حين قرر تغيير الخط المائة بعد الخمسين لانه اكتشف تعارضه مع الخط الاول



و الثاني عشر ....ظل يتذكر خطوطا رسمها ....و خطوطا قام بمسحها ...



وما كان ذلك سوي لتكتمل الصورة و يصل لحل لغزه الذي حيره طويلا





لغز الوصول للصورة الكاملة





تنهد طويلا ....اذ تيقن من ان صورة الكمال التي ننشدها في الحياة الدنيا تتحقق لنا في عدم الكمال نفسه "اهذا هو حل اللغز ...... اهذه هي الاجابة هي التي اضعت عمري لاصل اليها "اخذ مخطوطته .... وقلمه .... خرج يتلمس الخطوط في صفحة الدنيا ..... جذبته الدنيا بخطوطها الملونة



قادته قدماه اليه عندما رآه من بعيد



حقل شاسع ....



فارغ من كل شئ الا من طبقة تتمايل يمنة و يسرة مع الهواء ....



توقع انها كانت بلون اخضر بهيج تغير لونه تماما كما تغير لون مخطوطته



فتحول الي الاصفر الباهت ....



كلما اقترب اليه .... شعر بالحنين الجارف وكأنه يعود الي بيته علي الرغم من تمام علمه بأنه سيبتعد ....



سيبتعد جدا



وصل الي هناك فرأي خطوط الحقل باهتة مما اظهر لون السماء الجميل ......



مد يده و اقتطع منها جزءا و ارتداه



ثم مد يده للحقل و اقتطع جزءا اخر ليكمل به ملابسه ......



شعر انه توحد مع شئ ما ....يشعر به و لا يراه .....



ولاول مره يتذكر انه لم يتمن طوال حياته سوي امنية واحدة ....



ان ينام في احضان حقل كبير ناظرا للسماء ...ويبتسم



نام علي الارض .....



و عندها فقط اكتشف ان اكتمال خطوطه كان في عدم اكتمالها .....



مزق مخطوطته و دفنها في الحقل .....



نظر للسماء مبتسما فقد اكتملت الصورة



و لتكتمل القصة كان عليه ان يتنفس



للمرة الاخيرة



وصل الي هناك فرأي خطوط الحقل باهتة مما اظهر لون السماء الجميل ...... مد يده و اقتطع منها جزءا و ارتداه ثم مد يده للحقل و اقتطع جزءا اخر ليكمل به ملابسه ...... شعر انه توحد مع شئ ما ....يشعر به و لا يراه

No comments: