اتعلم


كلما كان الحدث جللا ...

كلما ازداد انشغالا بتفاصيله العريضة

ودائما ما يفوتني ...

ان اتعلم الدرس

و مع الوقت اكتشفت .....

ان اتفه الاحداث ....

وادق التفاصيل


هي التي تعلمنا بحق

تعلمنا كيف نكون


ذلك الكائن المسمي ....

بشر



Friday, March 27

حبات عقد قديم



تأملت حالها وهي أتيه مع هذه المجموعة الكبيرة
كانتملامح الاختلاف تبدو عليها ....فظننت انه السن او المرض
لم اكن اعلم ماذا بها ...لم ارد ان اتحدث معها حتي لا اجرح مشاعرها....
علي اي حال ...... هي لا يمكنها الكلام ...لم تتعلمه قط ....ولم تجربه ايضا ....
ولدت هكذا صماء بكماء
حاولت ان اراقبها و هي تراقب من حولها يختفون واحدة تلو الاخري ...
كل ساعة ...كل يوم يتناقص عددهم والدور سيأتي عليها لا محالة ....
كانت تعلم انه قدرها كما كانت تعلم انه لا مفر ولا طريق للهروب .....


استسلمت لواقعها لكنها تمسكت بارادتها ......
تذكرت كلمات غالية
عليها " ان كان في يد احدكم فسيلة فليزرعها " شعرت بدنو اجلها
فقررت انها لن تحارب القدر
لكنها تحارب الاستسلام...
الاستسلام لموت بلا قيمة ...
ان كان عليها ان تموت فعليها ان تموت ورأسها مرفوع ....
هكذا فكرت هي ......


مازالت انا اراقبها ..


.كنت اعتقد ان اعراض المرض تزيد ...هذه البقع الحمراء ....بدأت تتطور وتخرج منها حبوب خضراء .....


ما هذا ....مرض فضائي ؟؟؟


استغربت كثيرا كيف تتحمل كل هذا الالم ...
اري اللون الاخضر يزيد شيئا فشيئا علي جلدها الاصفر الرقيق ......


لم استطع تركها هكذا لم اتحمل حالتها رق اليها قلبي كثيرا ....
وقررت ان اخرجها من مكانها .....


فكرت في نفسي ماذا لو كنت انا المريضة ...انا التي ستموت ...ما الشئ الاخير الذي اريده .....


وعرفت علي الفور ......


جهزت لها مكانا مريحا تجلس فيه بجوار النافذة
حتي تري الضوء
وتتعرض للهواء
وتسمع اصوات الناس وتراهم ...
احببت ان يكون الامل هو اخر ما تموت عليه .......
تركتها و دعوت لها بالسلامة
انشغلت عنها عدة ايام .....او اشغلت نفسي ... ...لم يودعني احد للابد قبل الان.....


و لم اكن اريد رؤيتها تضعف في لحظاتها الاخيرة .....رجعت اليها حتي انقلها لمواثها الاخير .......


كنت ابكي بداخلي من فرط الحزن ......


لكن من المفاجأة توقف قلبي ...ليس عن البكاء فقط ......


لكن توقفت دقاته فعليا للحظات فقد وجدتها موجودة لم ترحل عني بل علي العكس ....


عاد لونها طبيعيا ...وعلي الرغم من تلك التجاعيد الخفيفة التي ظهرت عليها ...


الا انها قد زينت نفسها بحبات عقد قديم تشبه الزهور من اين اتت بها ؟؟؟ ......


.تساءلت بداخلي .......


ويا لدهشتي عندما ردت علي:

"

انقذتي حياتي عندما اخرجتيني من تلك السلة
التي كنت اجلس فيها مع هؤلاء المستسلمين
وفرتي لي مكانا في الهواء....
رأيت النور......
سمعت احاديث الناس ...
وداعبنتي اهتزازات صوت الحياة فتعلمت الكلام
في الحقيقة انا لم اولد صماء بكماء ....
انتم اعتقدتموني كذلك .....
فلم تحدثوني ...وعزلتموني عن رؤيتكم
فتعودت الصمت ...تعودت الحزن ...
لكني لم استطع ان اتحمل الاستسلام و من قوة اعتقادي في قيمة حياتي للاخرين ....


ارسلك الي الله حتي اتيقن من فكرتي و الان اطلب منك ان تضعيني في التراب


فهذه نهايتي التي كنت احلم بهاواوصيكي بالعناية بصغاري من بعدي
"
تطلعت اليها في حب ....
ولمست هذه الزينة الخضراء الجديدة
علمت انها ستقدم للحياة حياة جديدة.....
فهمت معني الوجود
وافقت علي طلبها و سارعت بشكرها قبل ان تشكرني هي اولا ....


فانا التي خرجت للنور ....


انا التي استعادت حياتها .....


عقلي هو الذي فهم كيف ان الحياة تأتي من براعم صغيرة ....في مكان يحيطه الامل


شكرا لكي


شكرا لكي ........................ يا حبة البطاطس





2 comments:

ياسمين نعمان said...

حلوة أوييي :-)))))

الطفلة العجوز said...

ياسمين ....الله يكرمك ....
ميرسي جدا علي زيارتك الجميلة دي
:))